نوع المستند : أوراق بحثية محکمة.
المؤلف
أستاذ تکنولوجيا التعليم کلية التربية النوعية جامعة المنصورة
المستخلص
الكلمات الرئيسية
مقدمة
يشهد العصر الحالى تطوراً سريعاً لمکونات وأدوات وعناصر جزئية في بيئات التعليم والتدريب الالکترونى ، ومعظم هذه العناصر تعتبر إسترجاع أو تطوير لها ، حيث أنه قد سبق إستخدامها بانماط وأشکال تقليدية من قبل ؛ بمعنى أنه قد ثبت دلالتها وأهميتها کمضمون ، وبات الأمر فيما بعد مرتبطاً فقط ، بتطويرها ودراسة نتائج ذلک التطوير . وهنا يشير بعض الخبراء والمصممين الذين إهتموا بمجالات تطبيق التکنولوجيا في التعليم الى رکيزتين أساسيتين تلعبان دوراً مهماً في نواتج ومخرجات العملية التعليمية بشکل عام ، وهما: نوع الوسيط الالکتروني المستخدم ، والإستراتيجية المستخدمة فى التصميم والبناء، ويجتهد المهتمون بتصميم مواقف التعليم والتعلم من خلال هذين البعدين . وقد أشار ريى ( (Rey, 2010 منذ أکثر من عشر سنوات لأهمية بيئات التعلم الالکتروني E- Learning بإدارتها وتصميماتها وأشکالها المختلفة ، وأکد على أنها من أهم التطورات المستقبلية التى سوف تحدث تأثيرات وتغييرات في مسارات العلمية التعليمية ، وسوف تحدث نقلة نوعية في تصميم المحتوى و توصيل الرسالة التعليمية بشکل تفاعلي ، يرتکز على الأداء الفردي ويتيح فرصاً جيدة للتشارک وتبادل الخبرات بسهولة ويسر، وأوصى بأهمية البحث عن معالجات فنية جديدة تتمشى مع طبيعة المحتوى العلمي المقدم ، لجعله أکثر تأثيراً وبقاءً في الذاکرة ، وأکثر قابلية للمارسة والتطبيق . وأکد کذلک ساسيد وياسىيمن ( Sacide&Yasemin 2009 ) على أن التعلم الالکتروني تتوقف فاعليته على نوع الوسائط المستخدمة ، کذلک استراتيجيات تصميم وتقديم المحتوى، وأن التوافق بين طبيعة المادة التعليمية وأسلوب المعالجة الفنية لها - يعتبر أمراً هاماً قد تتوقف عليه فاعلية الوسيط التعليمي الالکتروني المستخدم. ويشير السعيد ( 2013) إلى أن نجاح وسائط التعليم الالکتروني أمراً مرهوناً بطبيعة أدوات التفاعل وأنماط الإبحار فى المحتوى ؛ خاصة عند عرض المفاهيم العلمية کوحدات أو موضوعات منفصلة. ويؤکد محمد عطية ( 2011، 136) على أن التعلم الالکتروني " عملية مقصودة ومضبوطة يتم من خلالها توصيل المحتوى الالکتروني وإدارته " ويشير الغريب زاهر ( 2009) إلى أن التعليم الالکتروني يعنى توظيف لأسلوب التعلم المرن باستخدام المستحدثات التکنولوجية أو تجهيز شبکات المعلومات عبر الانترنت لإتاحة الفرصة للمتعلم لاختيار الزمان والمکان أثناء التعلم . وتعتبر إستراتيجية الخرائط الذهنيةStrategy Mind Maps من أنسب الاستراتيجيات التي تستخدم لمعالجة المقررات الدراسية التي تعالج من خلال وسائط التعلم الالکترونية التفاعلية ، والتى تتسم بتجزيئ المحتوى وتقديمه بصورة مبسطة موجزة مرتبطاً في وحدات أو جزئيات کلية ، تتيح للمستخدم فرصاً جيدة للفهم والإستدراک وتمکنه من إستنتاج العلاقات والروابط والخصائص .وقد ابتکر أوزبل (1969) فکرة لتصميم الخرائط الذهنية من خلال ما يسمى بالمنظم المتقدم من أجل تحقيق ما يسمى بالتعلم ذي المعنى . ويشير قطامى ( 2000) إلى أن الخرائط الذهنية تعتبر وسيلة تعبيرية تعتمد على رسم وتکوين معلومات من خلال رسم توضيحي بهدف تحقيق درجة عالية من الترکيز والتذکر. حيث تستخدم فيها الفروع والصور والألوان والرموز في التعبير عن الفکرة بدلاً من الاقتصار على الکلمات فقط ، وتعتمد الخرائط الذهنية على تصميمات وصيغ وأشکال من خلال المؤثرات البصرية المختلفة . ويوضح شکل (1) ، وشکل ( 2) نموذجين للخرائط الذهنية
شکل (1) خريطة زهنية تعتمد على التصميم الخطى
شکل (2) خريطة زهنية تعتمد على التصوير البصرى ( رسومات وأشکال )
ويؤکد أحمد قنديل ( 2007) وإبراهيم شعير (2006) على أن الخريطة الذهنية – لها وظيفة تتعلق بالادراک الحسى البصرى - محددة في معالجة المحتوى - تعتمد على عدة أسس منها : تحديد الموضوع بدقة ، وتجزيئ المحتوى ( تفريعياً ) . وتزداد القيمة الفنية للخرائط الزهنية الالکترونية بإستخدام الألوان ( التراکيب اللونية) التى تعتبر أيضاً وصفاً ترميزياً لجزئيات المحتوى .
القيمة العلمية والفنية للخرائط الذهنية الإلکترونية التعليمية
تعتمد الخرائط الذهنية الالکترونية على وجه الخصوص على استخدم الألوان والرسومات بشکل کبير، مع استخدام الصور والرسومات لتعبر عن النصوص قدر الإمکان بصيغ بسيطة ( حسين عبد الباسط ، 2015) ، کما تعتمد على الأسهم والخطوط الشجرية التي توضح مسارات العمليات وتطوراتها بطريقة منطقية . ويرى منير موسى ( 2008) أن الخرائط الذهنية أدوات تفکير بصرية ولغة هامة في تخطيط الأفکار وتنظيمها وتوضيح ما بينها من علاقات وروابط تساعد المتعلم فى استيعابها بمجرد النظر . ويشير هيرل ( Hyerle, 2000,40) الى أن الخرائط الذهنية الإلکترونية تتميز بأنها تجمع اکبر قدر من المعلومات في أقل ما يمکن من إختصارات ، وتساعد في تنمية الترکيز وتسهيل الفهم من قبل المتعلمين ، کما أنها تتيح فرص للمراجعة السريعة للموضوع .
وبعد الرجوع الى : ماتت ( Matt , 2008 ) ، وهولزمان ( (Holzman , 2004 – يمکن وضع تصور لأشکال وخصائص الخرائط الذهنية بنمطيها التقليديى والالکترونى من خلال الجدول رقم (1)
جدول (1) أنواع وأشکال الخرائط الذهنية
م |
نوع الخريطة الذهنية |
شکل الخريطة الذهنية |
الغرض من استخدامها |
1 |
الدائرية |
دائرة تبدأ العناصر من مرکزها على هيئة أنصاف أقطار |
تحديد الفکرة والإطار المرجعي |
2 |
الفقاعية |
عدة خرائط دائرية مرتبطة |
تحديد الصفات والخواص |
3 |
الفقاعية المزدوجة |
خريطتين فقاعيتين مرتبطتين |
تحديد المقارنات والمقابلات |
4 |
الشجرية |
خطوط متوازية في مصفوفات |
تحديد التصنيف والتقسيم |
5 |
الدعامية |
خطوط تتابع العناصر من الکل للأجزاء |
علاقة الکل بالأجزاء |
6 |
التدفقية |
مربعات متسلسلة ومرتبطة |
التتابع والتسلسل |
7 |
التدفقية المتعددة |
عدة خرائط تدفقية مرتبطة |
السبب والنتيجة |
8 |
الجسرية |
خطين متشابهين يلتقيان في نقطة فاصلة أو محور فاصل |
المتشابهات |
وربما يرتبط عرض المحتوى بالصيغ والأشکال الرمزية المختصرة بعمليات معرفية في المخ ؛ حيث تشير سناء عبد العظيم ( 2009) إلى طبيعة العلاقة بين الصيغ والأشکال البصرية والصوتية والعمليات العقلية بالمخ : حيث يتضمن الجزء الأيمن من المخ : - الخيال - الألوان - الرسم - الأصوات - المشاعر – الحب. فى حين يتضمن الجزء الأيسر من المخ:- القوائم - الحسابات - المنطق - الأرقام – التفکير. وتؤکد على أن استخدام الخرائط الذهنية يعتبر أمراً مرتبطاً بوظائف وعمليات فى المخ قد تکون لها علاقة بالتفکير . ونظراً لأن وسائط التعليم الالکتروني تعتمد على مثيرات بصرية مختلفة وأنماط لتدفق المعلومات والبيانات على هيئة خرائط لها مسارات معينة ، کذلک نظراً لخصائص النص الفائق والوسائط الفائقة التي تتميز بهما بيئات التعلم الالکتروني – قد تکون فرص استخدام الخرائط الذهنية الألکترونية أمراً مناسباً وممکناً من خلال تصميمات بيئات التعلم الالکتروني ، لتکون أحد أسس التصميم ، وتمثل هذه النقطة الانطلاقة الفعلية نحو الموضوع الحالى ؛ الذى يدور حول القيمة العلمية الحقيقية للخرائط الزهنية الالکترونية وأهميتها ، وکيفية توظيفها وإستخدامها في المجالات التعليمية الالکترونية .
التوصيف الفنى للخرائط الذهنية الإلکترونية في ضوء التجارب والدراسات التجريبية .
ويمکن تصنيف الخرائط الذهنية الإلکترونية على أنها – استراتيجيات تعلم أو تدريس مختلفة - ويمکن إستعراض ننائج بعض الدراسات التى تناولت الخرائط الزهنية واهميتها ؛ حيث توصلت دراسة سناء عبد العظيم ( 2009) و، ونوال عبد الفتاح ( 2008) ، مابيى ( Mabie, 2006 ) ، وهولزمان ( (Holzman , 2004إلى أهمية وفعالية الخرائط الذهنية کأساليب ومداخل تعلم في عمليات التحصيل والتفکير واکتساب المهارات .وقد أوصت دراسة نوال عبد الفتاح ( 2008) بضرورة التحول في التصميم الى الخرائط الزهنية الالکترونية لتحل محل خرائط التعلم الذهنية التقليدية ، وبررت ذلک بإضفاء الشکل الفنى والجمالى لتکون أکثر إثارة وجاذبية للإنتباه من قبل المتعلم . وتثير الخرائط الذهنية تعليمياً وتربوياً من خلال وسائط التعلم الالکترونية ، وتبرر باحتمالية حدوث تفاعل بينهما قد ينعکس ايجابياً على أداء المتعلم . وقد جاءت دراسة العزازى ( 2010 ) مؤکدة وجود تفاعل بين استخدام الخرائط الذهنية الورقية و العروض التعليمية الالکترونية الفعالة لدى طلاب المرحلة الثانوية ؛ الأمر الذي قد يدعم فکرة تصميم معالجات لبيئات تعلم الکترونية تقوم على توظيف الخرائط الذهنية ضمن المؤثرات أو الأدوات التي يتضمنها نظام التعليم الالکتروني . ويشير قطامى (2000) إلى أن الخرائط الذهنية تعتبر وسيلة جيدة لتعلم وتنمية المفاهيم العلمية وتساعد المتعلم على ربط المعلومات من خلال سياق ذهني معين يسهل استدعاء وتذکر المعلومات، ويستخدم هذا المدخل في معالجة المفاهيم العلمية والأدبية بسياق بنائي ترابطي بشکل هرمي متسلسل، وهذا يسهل اکتساب المعلومة وسرعة تذکرها وطرحها بطريقة مناسبة تساعد الطالب على التعلم . ويربط بعض الخبراء بين الخرائط الذهنية وخرائط المفاهيم باعتبار أنهما وسيلتان أساسيتان نبعتا من أفکار ( أوزوبل ) التى دارت حول مفهوم التعلم ذى المعنى ، وتقوم فکرة ( أوزوبل ) على : المنظمات المتقدمة أو خرائط المفاهيم أو الخرائط الذهنية ، وقد تکون الأخيرة أکثر وضوحاً وقيمةً لارتباطها بالعمليات العقلية مباشرةً – إلا أنهم جميعاً يتبعون نفس الفکرة والنظرية : هيرل ( Hyerle,1996 ) . ويؤکد لويس (Lewis, J. (2008) على أن الخرائط الذهنية تنتمى فکرياً إلى المدرسة المعرفية بناء على ما تحمله نظريتها من ترکيز على الجانب المعرفي للمتعلم ، والمعرفة تتضمن الإطار الذي يتألف من الحقائق والمفاهيم والمعلومات والتعميمات والنظريات والقضايا التي تعلمها الفرد ويمکن استدعائها واستخدامها في الموقف التعليم المناسب وهي ما تسمى بالبنية المعرفية). ويضيف آل فرحان (2008) بأن المعرفة عند ( أوزبل ) تتکون عبر مجموعة من الأنشطة التي يجب أن يقوم بها المتعلم وهي: ربط الأفکار الجديدة بالمعلومات المعروفة سلفاً، کذلک تخزين هذه المعلومات والاحتفاظ بها ، تطبيق المعلومات الجديدة في مواقف الحياة المختلفة ( جاسم محمد ، 2004) . ويرى الکناني (1992) أن الصعوبة التي يواجهها الطلاب في أي مادة دراسية قد تنشأ بسبب عدم وضوح مخطط أو خريطة سير التعلم . ويأتى صادق ( 2008) مشيراً إلى أن إستراتيجية الخرائط الذهنية - قد تحل مشکلات ترتبط بصعوبات التعلم . وجاءت دراسة کرمان ( 2009) مؤکدة على أهمية خرائط التعلم الذهنية ودورها في تصميم محتوى تعلم ذاتى للمتعلم ؛ يعتمد على مسارات خطوط التعلم والرموز الإشارية والدلالية ، وتم تصميم برنامج تعلم ذاتي مبنى على الخطو الذاتي من خلال مدخل خرائط التعلم الذهنية ، وأشارت النتائج الى جودة وفعالية البرنامج . وهدفت دراسة "وي- تشين ولوکارد" (Wei-Chen & Lockard, 2007): إلى تحديد فاعلية استخدام المنظمات المتقدمة ( تمثل أحد صور الخرائط الذهنية من حيث التسمية ) في دعم قدرة معلمي التربية الخاصة على حل المشکلات. واعتمدت منهجية الدراسة على استخدام أحد أدوات البحوث الکيفية، وهو: دراسة الحالة. واستعان الباحثان في إجراء دراستهما بعينة عمدية مؤلفة من خمسة من معلمي التربية الخاصة أثناء الخدمة الذين يعملون بمدرستين ابتدائيتين وأخرى عليا من بين المشارکين في أحد المقررات الإلکترونية القائمة على الويب التي تتناول سلوکيات الإدارة الصفية للفصول الدراسية. وتم جمع البيانات اللازمة للدراسة باستخدام الأدوات التالية: الملاحظات الميدانية ، سلسلة من المقابلات الشخصية شبه الموجهة مع المعلمين المشارکين ، تحليل خطط الدروس. تلى ذلک تحليل هذه البيانات کيفياً من منظور تفسيري- مقارن للوقوف على ما بها من أفکار ومضامين من منظور نظرية المنظمات المتقدمة، وأبرزت النتائج النهائية للدراسة تمتع المعلمين المشارکين بتصورات إيجابية حول فاعلية استخدام المنظمات المتقدمة في دعم قدرتهم على حل المشکلات الصفية التي تواجههم أثناء التعامل مع الطلاب داخل حجرات الفصول الدراسية. وتأتى دراسة "لين وتشين" (Lin & Chen, 2007 وکان الغرض منها: الوقوف على فاعلية استخدام المنظمات المتقدمة، وأدوات التخيل البصري في قراءة النصوص الحقيقية لتعلم الإنجليزية کلغة أجنبية (EFL) بإحدى بيئات التعلم القائمة على استخدام الوسائط المتعددة التفاعلية. واعتمدت منهجية الدراسة على استخدام أحد أدوات البحوث الکمية، وهو: المنهج شبه التجريبي ذو المجموعات الأربع. واستعان الباحثان في إجراء دراستهما بعينة عشوائية مؤلفة من 115 من الطلاب الملتحقين بأحد المقررات الإلکترونية لتدريس القراءة بالإنجليزية کلغة أجنبية (EFL) بجامعة "کون شان" (بتايوان) خلال النصف الثاني من العام الجامعي (2006-2007). وتوزع أفراد عينة الدراسة بين 95 من الإناث، و20 من الذکور الذين تتراوح معدلات أعمارهم بين (19-24) عاماً. وفي ضوء طبيعة المعالجة التجريبية المستخدمة؛ انقسمت عينة الدراسة إلى أربعة مجموعات تجريبية على النحو التالي: مجموعة المواد البصرية الثابتة فقط ، مجموعة المواد البصرية المتحرکة فقط ، مجموعة الربط بين استخدام المواد البصرية المتحرکة والمنظمات المتقدمة الوصفية ، مجموعة الربط بين استخدام المواد البصرية المتحرکة والمنظمات المتقدمة القائمة على طرح والإجابة على التساؤلات. وتم جمع البيانات اللازمة للدراسة عبر تطبيق أحد الاختبارات التحصيلية المقننة في الفهم القرائي ، وأبرزت النتائج النهائية للدراسة فاعلية استخدام المنظمات المتقدمة (الوصفية، والقائمة على طرح والإجابة على التساؤلات) مع المواد البصرية المتحرکة في تدعيم قدرة الطلاب على قراءة الإنجليزية کلغة أجنبية (EFL) في إطار بيئات التعلم القائمة على الوسائط المتعددة. وبشکل أکثر تحديداً، کشفت النتائج عن الدور البارز الذي تلعبه المنظمات المتقدمة في تدعيم الجوانب التالية لتعلم الطلاب في القراءة ، اکتساب المعرفة ، فهم المفاهيم، والقواعد ، تنمية مهارات الفهم القرائي ، بقاء أثر تعلم القراءة. وأخيراً التعلم الهادف ذو المعنى. أوصت الدراسة بضرورة الاستفادة من استخدام المنظمات المتقدمة ، وأدوات التخيل البصري، والوسائط المتعددة والفائقة في برامج ومقررات التعليم الإلکتروني. کذلک تطالعنا دراسة "بون وزملاؤه" (Boon et al., 2006) والتى هدفت إلى إبراز دور أحد قوالب تصميم المنظمات المتقدمة (وهو: الخرائط المعرفية المدعومة تکنولوجياً) في تحسين معرفة طلاب فصول الدمج بالمحتوى الدراسي المقدم لهم في مادة الدراسات الاجتماعية. واعتمدت منهجية الدراسة على استخدام أحد أدوات البحوث الکمية، وهو: المنهج شبه التجريبي ذو المجموعتين. واستعان الباحثون في إجراء دراستهم بعينة عشوائية مؤلفة من 44 من طلاب الصف الدراسي العاشر من التعليم الذين يعانون من إعاقات انفعالية أو صعوبات في التعلم من الملتحقين بإحدى المدارس العليا الواقعية بولاية جورجيا الأمريکية خلال النصف الأول من العام الدراسي (2005-2006)م موزعين بين 24 من الذکور، و20 من الإناث. وانقسمت عينة الدراسة إلى مجموعتين: احداهما تجريبية (تضم 20 طالباً) يدرسون أحد موضوعات المقرر الدراسي التي تدور حول الحرب العالمية الثانية باستخدام الخرائط المعرفية المصممة بالکمبيوتر باستخدام برمجية Inspiration 6، والأخرى ضابطة (تضم 24 طالباً) تدرس بالطريقة التقليدية وتوصلت الدراسة الى أن هناک نتائج ايجابية فى تعلم الطلاب من خلال خرائط المفاهيم .وتأتى دراسة "کالاندرا وبارون" (Calandra & Barron, 2005): وکان الهدف منها تحديد فاعلية استخدام المنظمات المتقدمة مع أحد مواقع الويب التعليمية التي تتميز بالتعقيد المعرفي. واعتمدت منهجية الدراسة على استخدام أحد أدوات البحوث الکمية، وهو: المنهج شبه التجريبي ذو المجموعتين. واستعانت الباحثتان في إجراء دراستهما بعينة عشوائية مؤلفة من 250 من الطلاب الجامعيين الملتحقين حالياً بأحد المقررات الإلکترونية التمهيدية في علوم الحاسب القائمة على الويب الذي تقدمه کلية التربية التابعة لإحدى الجامعات العامة (الحکومية) بولاية فلوريدا الأمريکية خلال النصف الأول من العام الجامعي الفان وأربعة ، تتراوح أعمارهم بين (18-21) عاماً من کلا الجنسين. وانقسمت عينة الدراسة بالتساوي بين مجموعتين: إحداهما تجريبية (تستخدم المنظمات المتقدمة القائمة على الوسائط المتعددة في أداء أحد الأنشطة الدراسية الذي يتطلب البحث، وجمع المعلومات المطلوبة بأحد مواقع الويب التعليمية المعقدة على شبکة الإنترنت)، والأخرى ضابطة (تدرس بالطريقة التقليدية). وتم جمع البيانات اللازمة للدراسة عبر تطبيق أحد الاختبارات التحصيلية المقننة لـ"کالاندرا وزملائها" (2002) يتألف من 44 مفردة سؤال قبلياً وبعدياً على أفراد کلتا مجموعتي الدراسة. تلى ذلک تحليل هذه البيانات إحصائياً باستخدام برنامج (SPSS) بمساعدة الکمبيوتر، وباستخدام أدوات: (1) متوسطات الدرجات، وانحرافاتها المعيارية. (2) اختبار "ت" للمجموعات المستقلة. (3) تحليل التباين الأحادي الاتجاه (ANOVA). وکشفت النتائج النهائية للدراسة عن فاعلية استخدام المنظمات المتقدمة مع موقع الويب التعليمي المختار الذي يتميز بالتعقيد المعرفي . کما هدفت دراسة "کوفي وکاناس" (Coffey & Cañas, 2004) إلى تناول فاعلية استخدام المنظمات المتقدمة في العروض التقديمية لمقررات التعليم الإلکتروني عن بعد عبر شبکة الإنترنت. واعتمدت منهجية الدراسة على استخدام أحد أدوات البحوث الکيفية، وهو: منهج تحليل المحتوى. واستعان الباحثان في إجراء دراستهما بعينة عشوائية مؤلفة من عدد من الدراسات والأدبيات التربوية السابقة التي تناولت هذا الموضوع على مدى العشرة أعوام الماضية مع الترکيز- بشکل خاص- على تناول تطبيقات المنظمات المتقدمة في المقررات الإلکترونية القائمة على شبکة الإنترنت، ودورها الإيجابي في إقامة بيئات تعلم فعالة وأوصت الدراسة بضرورة الاستفادة من تعميم استخدام في مقررات وبرامج التعليم الإلکتروني على الويب مع التوصية- بشکل خاص- بالاستفادة من ربطها باستخدام الوسائط المتعددة والفائقة أثناء التدريس ، ومنها : الجرافيک ، الفيديو التفاعلى ، تکنولوجيا الواقع الافتراضي . کذلک جاءت دراسة "تساي وزملاؤه" (Tsai et al., 2001) التى رکزت على تناول آليات استخدام الطلاب للاختبارات الدراسية القائمة على أحد قوالب تصميم المنظمات المتقدمة (وهو: اختبارات خرائط المفاهيم القائمة على الويب)، واستراتيجياتها الفعالة في التعلم. واعتمدت منهجية الدراسة على المزج بين استخدام أدوات البحوث الکمية والکيفية معاً. واستعان الباحثون في إجراء دراستهم بعينة عشوائية مؤلفة من 38 من طلاب الصف الدراسي الحادي عشر الملتحقين بإحدى المدارس العليا بتايوان موزعين بين 25 من الذکور، و13 من الإناث الذين يبلغ متوسط أعمارهم 17 عاماً خلال النصف الأول من العام الدراسي (2000-2001) م. وتم جمع البيانات اللازمة للدراسة باستخدام أداتين رئيسيتين هما: (1) تطبيق اختبار تحصيلي قائم على الويب باستخدام خرائط المفاهيم (WCOMT) على الطلاب المشارکين بعد تلقيهم التدريس حول أحد موضوعات مادة الفيزياء باستخدام خرائط المفاهيم. (2) تطبيق استبيان مسحي مقنن للوقوف على تصورات أفراد عينة الدراسة. (3) إجراء سلسلة من المقابلات الشخصية شبه الموجهة مع الطلاب المفحوصين للتعرف على دافعيتهم، واتجاهاتهم نحو التعلم ، وتوصلت النتائج الى تحسن القدرات المعرفية فى تحصيل المعلومات ، کذلک تحسن درجات الترکيز والانتباه واستدعاء المعلومات المرجأة .
الخلاصة والتوصيات
1- الخرائط الذهنية الإلکترونية إستراتيجية إلکترونية ؛ يمکن من خلالها شرح أو عرض محتوى علمى بطريقة بسيطة ومختصرة ، من خلال عمليات تتبع مسارات وأنماط حرکية تفاعلية وقوالب بصرية تثير إهتمامات المتعلم وتقوى ترکيزة نحو دراسة العملية أو المفهوم ومراحل تطوره أو نموه .
2- الخرائط الذهنية الالکترونية تعتبر بمثابة مراجعة مختصرة قبلية أو بعدية على المحتوى ، ولم توجد دراسات محددة قامت بإجراء مقارنات زمنية تخص توقيت عرض الخرائط الذهنية الالکترونية سواء تمهيد أو مراجعات على ما قدم من معلومات .
3- يمکن تصميم الخرائط الذهنية الالکترونية بنمط تفاعلى تلقائي من خلال أنظمة التعلم الذکية ، لتلحق بالبرنامج التعليمي ، وتظهر أمام المستخدم بنط تلقائي في حالة طلب المراجعة السريعة على المحتوى .
4- يمکن التعبير عن المفاهيم في الخرائط الذهنية الالکترونية بنمط الرسومات أو النص أو الرموز الدلالية أو جميعها معاً .
5- يمکن تقديم إستراتيجية الخرائط الذهنية الالکترونية کإستراتيجيات تعلم علاجية للطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم وضعف في الترکيز والذاکرة .
6- يقترح دراسات مستقبلية تختص بالبحث في العلاقات بين استخدامات الخرائط الذهنية الالکترونية والأساليب المعرفية لدى المستخدمين .